أخبارتعليمسلايد 1

جامعة قطر تنظم المؤتمر العربي الأول للتصميم الشامل للتعلم

بدأت، اليوم، أعمال المؤتمر العربي الأول للتصميم الشامل للتعلم الذي تنظمه جامعة قطر عبر “تقنية الاتصال المرئي” تحت شعار “مستقبل التعليم الشامل في الدول العربية”، بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين في عدد من الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بالعالم العربي.

ويناقش المؤتمر، الذي يستمر يومين، أحدث الاكتشافات في علوم التعليم القائم على الدماغ، وعلوم التعلم، وإمكانية الوصول، والتكنولوجيا المساعدة، وتصميم المناهج، والأسس العلمية والتطبيقات العملية لـلتصميم الشامل للتعلم، والأدوات التكنولوجية التي تدعم التعليم الشامل والمرن، والأساليب التي تدعم جميع الطلبة، إلى جانب مفهوم التصميم الشامل للتعلم، وسبل توفير المرونة في طرق تقديم المعلومات وطرق استجابة الطلاب أو إظهار المعرفة والمهارات، وكذلك طرق مشاركة الطلاب بما يقلل من الحواجز فيما يتعلق بعملية الشرح، ويتيح المساندة الأكاديمية المناسبة والدعم ويحافظ على التحصيل الأكاديمي العالي لجميع الطلاب بمن فيهم الطلبة ذوو الإعاقة.

ويسعى المؤتمر كذلك إلى تقديم مقاربة علمية شاملة لعملية التعليم والتعلم من مختلف التخصصات المعنية في دعم الأبعاد المختلفة للتعليم وتسليط الضوء على التجارب وتبادل الخبرات بين الجامعات العربية في مجال دمج الطلبة ذوي الإعاقة ضمن إطار التصميم الشامل للتعلم، مثلما يهدف إلى التعريف بمبادئ التصميم الشامل للتعلم كإطار علمي يهدف الى الارتقاء بالتعليم في العالم العربي، وإذكاء الوعي في مجال إمكانيات الوصول المعمارية والنفاذ الرقمي والتكنولوجيا المساعدة وتشجيع البحث العلمي في مجال التصميم الشامل للتعلم، وتقديم حلول عملية للنهوض ببرامج التصميم الشامل للتعلم في العالم العربي.

وأكد الدكتور حسن بن راشد الدرهم، رئيس جامعة قطر، في كلمة له بالمناسبة، اهتمام الجامعة بذوي الاحتياجات الخاصة، مبينا أن هذا الاهتمام ينبع من حقوقهم الأساسية التي يكفلها القانون وتضعها الدولة على رأس أولوياتها مما يمكن ذوي الاحتياجات الخاصة من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، لاسيما أن الجامعة وفرت الدعم للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة سواء في تصميم المباني التي تجعلهم يصلون إلى المحاضرات والمرافق الجامعية بيسر وسهولة، أو من خلال إعداد التصميمات التقنية التي تشركهم في أي برامج تقدمها جامعة قطر.

وأشار إلى أن جامعة قطر أسست عام 2007 قسماً خاصاً بذوي الاحتياجات الخاصة تم تطويره بعد ذلك في العام 2014 ليصبح مركزاً لدمج ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعة، وهو المعني بتنظيم هذا المؤتمر المهم، مجددا التأكيد على أن هذا الاهتمام الكبير بذوي الاحتياجات الخاصة هو جزء من التصميم الشامل للتعلم الذي أصبح جزءا رئيسيا من التشريعات والقوانين ليشمل جميع الطلبة.

وأوضح الدرهم أنه من أجل ترسيخ هذا الاهتمام، ينظم هذا المؤتمر الأول من نوعه بمشاركة 15 جامعة ومؤسسة تعليم عالي في العالم العربي، حيث سيشكل منصة علمية لتبادل وجهات النظر بين أهل الاختصاص حول موضوع التصميم الشامل لتشكيل بنية أساسية تعزز العمل العربي المشترك وتأخذه إلى آفاق أرحب.

بدورها، نوهت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة بن أحمد آل ثاني، المبعوثة الخاصة للأمين العام للجامعة العربية للشؤون الإنسانية، بأهمية هذا المؤتمر في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في النظم التعليمية، مشيرة إلى أن هناك تطورات كبيرة في هذا المجال وتم وضع الكثير من الالتزامات الأخلاقية والقانونية لتصبح بموجبها الدول، ومن ضمنها الدول العربية، ملتزمة بتقديم تقارير منتظمة إلى اللجنة الدولية الخاصة بالإعاقة توضح فيها كل دولة ما قامت به في سبيل الدمج.

كما لفتت إلى العمل الدؤوب في هذا السياق، موضحة أنها اطلعت على كل ما تم في الدول العربية وفي دولة قطر خاصة منذ العام 2002، حيث إن الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة يساهمون في عملية التنمية والتحصيل العلمي وممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

وأشادت بالإنجازات التي تحققت في هذا المضمار، كما هو الحال في دولة قطر، حيث يتم التنافس في تقديم التسهيلات لهم على غرار سهولة الوصول للمباني التعليمية والمرافق العامة وتهيئة البنية التحتية من خلال تعميم التصميم الشامل، والحق في تأسيس الحياة الأسرية وغير ذلك من الحقوق الأساسية للأفراد.

ومن جانبه، أشاد الدكتور محمد الطراونة، الرئيس المؤسس للجنة رصد الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بالمفوضية السامية لحقوق الإنسان، بتنظيم هذا المؤتمر من قبل جامعة قطر، مشددا على أنه من حق ذوي الإعاقة أن يصلوا إلى أماكن العمل والدراسة وجميع المرافق، خاصة أن الاتفاقية الدولية حول ذوي الإعاقة التي تم توقيعها في العامين 2002 و2004 تتضمن التزامات لتحقيق الوصول بنسبة تزيد على 99.9 % لذوي الاحتياجات الخاصة لجميع الأماكن.

ويجمع المؤتمر قطاعات واسعة من القيادات الإدارية والتعليمية في مؤسسات التعليم العام والتعليم العالي، وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات، والمعلمين في التربية الخاصة، والباحثين والمهتمين، وطلبة الدراسات العليا، ومؤسسات التكنولوجيا المساعدة والنفاذ الرقمي بالإضافة إلى المؤسسات العاملة في دعم ذوي الإعاقة من أنحاء العالم العربي.

كما يستضيف المؤتمر نخبة من الشركات العالمية ( من بينها غوغل، ومايكروسوفت، وبلاك بورد، وبانر، وأوراكل ) لتقديم ورش عمل حول أحدث التطبيقات والأدوات التي تدعم مجال التعليم الشامل والتعليم عن بعد والنفاذ الرقمي وبناء الجامعات الذكية، حيث حرصت اللجنة التوجيهية للمؤتمر على عقده “عن بعد” ، مما يتيح للمهتمين في جميع أنحاء العالم العربي الفرصة للتعرف على أحدث الاكتشافات والابتكارات، والبحوث في مجال التصميم الشامل للتعلم، والتكنولوجيا المساعدة في التعليم، وبرامج التعلم الإلكتروني، وحلول التكنولوجيا التعليمية.

المصدر: قنا

إغلاق