أخبارالاقتصاد (المال والأعمال)الدوحة
“سي إن إن” يتغنى بـ”أبراج لوسيل”.. تعرف بالأرقام على الأيقونة المعمارية في قطر
حصدت شركة الديار القطرية قبل أيام جائزتين عن مشروعها أبراج لوسيل بلازا بميدان السعد في فئة أفضل مشروع برج مكتبي على المستويين العربي والعالمي ضمن حفل توزيع جوائز العقارات الدولية 2024 “International Property Awards” في لندن.
ويحظي مشروع شركة الديار القطرية الذي تم تصميمه من قبل شركة فوستر آند بارتنرز الرائدة عالمياً في مجال التصميم والهندسة المعمارية، بإشادة واسعة بسبب تصميمه المبتكر والتزامه بالاستدامة.
واستعرض تقرير بموقع “سي إن إن” أمس الثلاثاء، قصة أبراج لوسيل الأيقونة المعمارية الجديدة في قطر من الألف إلى الياء، مسلطاً الضوء على جماليات تصميمها والمواد المستخدمة.
وقال إن مشروع أبراج لوسيل، شارف على الانتهاء حاليًا، ومن المقرر أن يصل ارتفاعه إلى 301 متر (988 قدمًا)، ويستعد للحصول على لقب أطول المباني في قطر، متجاوزًا الارتفاع القياسي الحالي لبرج الشعلة في الدوحة، معتبرة أن اللورد نورمان فوستر، أحد أبرز المهندسين المعماريين في العالم، كرّس عقودًا من الزمن لإعادة تعريف مفهوم المباني الشاهقة.
يُعد بناء الأبراج جزءًا من مشروع تبلغ مساحته 1.1 مليون متر مربع، صممته شركة Foster + Partners، وهو عنصر محوري في المخطط الرئيسي الأكبر لمدينة لوسيل، التي تبعد 10 أميال (16 كيلومترًا) شمال العاصمة الدوحة.
وأشارت إلى أنه تم وضع حجر الأساس لأبراج لوسيل في يناير 2020، وسط عدد كبير من التطورات الجديدة التي تشهدها المنطقة، تشمل استاد لوسيل المونديالي الذي استضاف المباراتين النهائيتين لمونديال 2022 وكأس آسيا 2023 في قطر خلال فبراير الماضي.
ويوضح “سي إن إن” أن البرج يتألف من أربع مبانٍ مميزة، اثتان بارتفاع 70 طبقة وأخريين بارتفاع 50 طبقة. ويهدف كل برج لتأدية دور مركز للمؤسسات المالية في قطر، ناقلاً عن فوستر قوله: “بصفتي مهندسًا معماريًا، أجد نفسي منخرطًا في تأسيس المدن. لقد وضعنا علامة فارقة لما هو في الأساس منطقة جديدة، حيث صمّمنا البنية التحتية للأجيال التالية”.
لعبة الظل
ولمواجهة التحديات الفريدة التي يفرضها المناخ الحار في قطر، كان على فريق فوستر الابتعاد عن المواد المستخدمة عادة في تشييد ناطحات السحاب في البلدان الأكثر برودة، وهو جزء مما أسماه فوستر، بحسب “سي إن إن” مسعى دام عقودًا من الزمن “لإعادة اختراع المباني الشاهقة”، مضيفاً: “تعتقد في كثير من الأحيان أنّ البرج عبارة عن مبنى زجاجي، لكن مع واقع المناخ بأكمله هنا، ومسألة الاستدامة.. فأنت تريد حقًا التخفيف من اكتساب الطاقة الشمسية”.
يشمل التصميم على تظليل وتهوئة متقدّمَين، في حين أن الأجزاء الخارجية للأبراج مغلفة بألومنيوم “من الدرجة البحرية” الذي يلتف حول المباني، ويحمي الزجاج من أشعة الشمس القوية، مع الحفاظ على التمتع بالمشهدية الخارجية، والسماح بدخول الضوء الطبيعي.
ومن أهم عناصر المشروع وجود زعانف تظليل خاصة، تشبه الخياشيم، التي لا تعمل فقط على تحسين المناظر والإضاءة الطبيعية لشاغلي المباني، لكنها تقلّل من الإشعاع الشمسي بنسبة 70٪، مقارنة بالأبراج التقليدية المصنوعة من الزجاج بالكامل.
وقال فوستر: “ما فعلناه هنا يتمثّل بابتكار شعور بالهوية مستمد من الحاجات الحقيقية. إنها ليست فرضًا عصريًا، بل هي نابعة من حقائق المناخ”.
وفقًا للوك فوكس، رئيس المشروع والشريك التنفيذي الأول في Foster + Partners، يساهم نظام التظليل هذا بتقليل متطلبات التبريد واستهلاك الطاقة الإجمالي بنسبة 35%.
تم وضع الأبراج بشكل استراتيجي للحصول على أقصى قدر من التظليل، ومع ارتفاعها يتغيّر شكلها من خلال الدوران بمقدار 90 درجة، يضيف موقع “سي إن إن” ناقلاً عن لوك فوكس وصفه للأبراج بأنها “فريدة من نوعها تمامًا. وتظهر ككيانات متميزة”.
البناء من الألف إلى الياء
وفيما يتوقع أن تصبح الأبراج معلمًا بارزًا في مدينة لوسيل، يعتقد فوستر أن أفق المدينة يعكس ما يكمن تحت السطح. ويقول إنه كان ضروريًا لفريقه دمج الأبراج في إطار “خطة رئيسية محدودة النطاق”.
وتتميز أبراج لوسيل بموقع استراتيجي على مقربة من أعلى خط مترو، وفي نهاية شارع تجاري يربط الواجهة البحرية بملعب كرة القدم القريب، الذي استضاف أخيرًا نهائي كأس آسيا.
ووفق فوستر، فإن السمات الأرضية للساحة ستكون مفيدة في تحقيق الهدف الشامل المتمثل بتحويل المنطقة إلى مساحة عامة نابضة بالحياة للمستقبل، مضيفاً: “ما لا يظهر دومًا من تلك المناظر البعيدة هو تجربة المشاة. وأوضح فوستر: “إن البنية التحتية المنخفضة هي التي تربط هذه العناصر المتنوعة معًا”.
تتوسط أبراج لوسيل بلازا الأربعة الشاهقة منطقة ميدان السعد المتميزة في قلب مدينة لوسيل، وتمتد بارتفاع 50 إلى 70 طابقاً، وتتصل بساحة مشاة نابضة بالحياة مع إطلالة بحرية خلابة. تتصل الأبراج الأربعة بمبانٍ على ارتفاعات منخفضة عند قواعدها، لخلق مجموعة من المساحات العامة الفريدة المترابطة والمفتوحة لاستضافة أنشطة متعددة ومرافق مختلفة.
حصل مشروع أبراج لوسيل بلازا أيضاً على عدة جوائز أخرى بارزة، مما يؤكد مكانته كمثال رائد للتطوير الحضري المستدام والمتقدم. فقد وضع المشروع معيارًا جديدًا للتميز في العمارة والتخطيط الحضري، ويستمر في جذب الانتباه بفضل نهجه المبتكر.
المصدر : الشرق