سلايد 1سياسة وعلاقات دوليةمواقيت الصلاة
دور قطري بارز في جهود وقف العدوان الإسرائيلي
مع اقتراب الجهود الجارية للتوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، تشكل الجهود التي تقوم بها دولة قطر لوقف العدوان الإسرائيلي علامة بارزة في هذا الاتجاه، حيث ظلت الدوحة في قلب الاتصالات الجارية بين القوى الإقليمية والدولية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وما سبقه من تطورات في القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك.
وشهدت الأيام الماضية اتصالات مكثفة، أطرافها قطر ومصر والسعودية والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية إلى جانب الأمم المتحدة، لتسهيل الحوار غير المباشر بين الفلسطينيين وإسرائيل، لإعادة الهدوء في الأراضي الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي الذي أسفر عن خسائر مأساوية في أرواح المدنيين.
وكانت مصادر أشارت إلى أن الدوحة والقاهرة بدأتا بمساعدة الأمم المتحدة وساطة مع الأطراف المعنية لتحقيق التهدئة، وهو ما أكدته أيضاً حركة حماس، إذ قال المتحدث باسم الحركة، إن الجهود القطرية والمصرية والأممية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مستمرة رغم محاولة إسرائيل إفشالها.
اتصالات مكثفة
وخلال الأيام الماضية كشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن اتصالات عديدة أجرتها مع الدول ذات الصلة في المنطقة، ومن بينها قطر، وأشارت الوزارة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أجرى محادثات عبر الهاتف مع نظرائه في كل من قطر ومصر والسعودية. وصرحت بأنه ناقش مع سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، جهود استعادة الهدوء في إسرائيل والضفة الغربية وغزة في ظل الخسائر المأساوية في أرواح المدنيين.
في غضون ذلك، أعلنت قطر أن سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره المصري الأحد الماضي، استعرضا فيه علاقات التعاون الثنائي وتطورات الأوضاع في فلسطين.
كما استقبلت دولة قطر السيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وبحثت معه التطورات الجارية في قطاع غزة وجهود وقف العدوان.
وكان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فور اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أكد خلاله أن قطر ستواصل جهودها مع الأطراف الدولية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق في كل مكان. وجرى خلال الاتصال بحث آخر التطورات والأوضاع الخطيرة التي تمر بها مدينة القدس واعتداءات قوات الاحتلال على المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح.
جهود مستمرة
في السياق، أعلنت الخارجية الأمريكية أن نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية عمرو هادي، عقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين والقيادة الفلسطينية وشركاء آخرين، عقب وصوله على رأس وفد إلى تل أبيب. ونقلت شبكة “سي إن إن”، عن مسؤولين أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، حثت إسرائيل بقوة على وقف عملية تهجير الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية. وأضافت إنها متفائلة بنهاية الأزمة قريبا، بعد المحادثات التي أجرتها مع حلفاء في المنطقة، من بينهم قطر ومصر. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر دبلوماسية، أن الدوحة والقاهرة بدأتا بمساعدة الأمم المتحدة وساطة مع الأطراف المعنية لتحقيق التهدئة. من جهتها، أكدت حركة حماس استمرار الجهود القطرية والمصرية والأممية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، رغم محاولة إسرائيل إفشالها بالقصف وبالقتل والعدوان على المدنيين، وفقا لتصريحات المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم للأناضول.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشارك فيها الدوحة بدور رئيسي في الوساطة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، فقد ظلت الوساطة القطرية أبر المساهمين في التوصل إلى هدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل خلال الحروب التي شنتها الأخيرة على قطاع غزة في أعوام 2009 و2012 و2014، وحتى خلال الأعوام الأخيرة، ولعبت قطر دور الوسيط في العديد من الملفات والقضايا الشائكة وبذلت جهودا دبلوماسية وسياسية حثيثة إقليميا ودوليا، لتقريب وجهات النظر بين الدول والفصائل، وفتحت مجالات الحوار بين الأطراف المعنية لإيجاد حلول مستدامة للنزاعات.
سبتمبر 2020
آخر الجهود القطرية، لم تتوقف لتهدئة التوترات والتصعيد بين الاحتلال الإسرائيلي والأشقاء الفلسطينيين، كانت في سبتمبر الماضي، بعد أن شهد الشهر السابق له (أغسطس) تصعيدا متبادلا، في قطاع غزّة، قصفت خلاله إسرائيل القطاع بشكل شبه يومي، ردّاً على إطلاق فلسطينيين مئات البالونات والطائرات الورقية المحمّلة بمواد حارقة أو متفجّرة أسفرت عن مئات الحرائق في الأراضي المحتلة، اثر تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية المتردية في غزة، بسبب انقطاع الكهرباء التي تأتي ساعتين فقط خلال اليوم. في المقابل، تعمد الاحتلال وقف الصيادين في غزة عن عملهم فضلا عن وقف دخول البضائع والوقود.
وفي سبتمبر 2020، نجحت الوساطة التي قامت بها كل من قطر ومصر والأمم المتحدة، في التوصل إلى التهدئة رغم الصعوبات الشديدة بسبب تعنت إسرائيل ورفضها التعاطي مع مطالب المقاومة في غزة. ورفعت إسرائيل إجراءات تشديد الحصار على القطاع عقب التوصل إلى اتّفاق لإنهاء التصعيد وتثبيت التهدئة بين الطرفين. وتضمن الاتفاق وقف إطلاق البالونات الحارقة في حين توقف إسرائيل الضربات الجوية. وتم بموجب الاتفاق، إعادة فتح معبر كرم أبو سالم التجاري مع قطاع غزة، بعد أن ظل مغلقا لأسابيع عديدة، باستثناء إدخال الاحتياجات الإنسانية الطارئة. ورفعت إسرائيل الحظر عن عمل صيادي الأسماك قبالة ساحل غزة ووسعت منطقة الصيد إلى 15 ميلا بحريا. من جهته، قال سعادة السفير محمد العمادي رئيس لجنة إعادة إعمار غزة، في وقت سابق، إن المحادثات القطرية مع الطرفين، توصّلت إلى تثبيت الهدوء وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل التصعيد، تمهيداً لتنفيذ عدد من المشاريع التي تخدم أهالي قطاع غزة وتساهم في التخفيف من آثار الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ نحو 14 عاماً.
تهدئة 2018
وفي يوليو 2018، توصّلت فصائل المقاومة وإسرائيل إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار، بعد جولة تصعيد واسعة، بفضل الجهود القطرية والمصرية والأممية. وتسهم قطر بدور إنساني كبير في غزة، من خلال مشاريع الإغاثة وإعادة الإعمار في القطاع الذي يعاني حصارا إسرائيليا منذ 2006. وكان سعادة السفير محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، كشف حينها عن جانب من تلك الوساطة القطرية للتوصل إلى “صفقة” بين إسرائيل وحركة حماس بشأن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة. وصرح بأن المباحثات تجري بين الطرفين للوصول لهذه الصفقة بمشاركة الولايات المتحدة. واكد أن قطر تبحث عن حل دائم لمشاكل غزة ولا تريد أي حرب جديدة ضد القطاع.
أدوار كبرى
وعلى مدار أكثر من 10 سنوات، كانت لدولة قطر أدوار كبرى في اتفاقيات وقف إطلاق النار والهدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، خلال الحروب التي شنتها الأخيرة على قطاع غزة في أعوام 2009، 2012، و2014. وفي 26 أغسطس 2014، توصلت إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بوساطة قطرية ومصرية وأممية إلى هدنة أنهت حرب الـ “51” يوماً، وتضمنت بنود الهدنة استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة في غضون شهر واحد من بدء سريان وقف إطلاق النار.
المصدر: الشرق