أخباركأس العالم
برجاء ربط الأحزمة.. قطر تقص شريط نسخة استثنائية في تاريخ كأس العالم
ساعات قليلة وينكشف الستار عن الكرنفال الأهم فى عالم الساحرة المستديرة معلنًا انطلاق نهائيات كأس العالم لكرة القدم «قطر 2022» فى نسختها الـ22، والتى تمتد لوحتها الإبداعية على مدار 28 يومًا تبدأ من اليوم الأحد، وتستمر حتى 18 ديسمبر المقبل، فى تنظيم استثنائي هو الأول في تاريخ الشرق الأوسط.
وتقدم البطولة 32 منتخبًا نجحوا فى التأهل إلى معترك المونديال رافعين درجة الاستعداد القصوى لتقديم وجبة دسمة من المتعة والإثارة والتشويق والروعة والأهداف والمناخ المميز داخل الخطوط وخارجها لتنذر بمنافسة شرسة فى ظل الأسماء الكبيرة التى احتشدت جميعها فى ساحة واحدة، وآخرى تحلم بمناطحة كبار القوم والذهاب بعيدًا صوب لوسيل.
ورغم التفاوت الواضح فى مستوى المجموعات الثمانية ما بين القوة والتكافئ، إلا أن أحدًا لا يستطيع التكهن بضمان قدرة هذا المنتخب أو ذاك على العبور الأمن إلى قادم الأدوار أو حسم مشواره بأريحية، مع انتظار مفاجآت من العيار الثقيل، في ظل لعنة حامل اللقب التاريخية والتي لاحقت البطل منذ 2002، وتقارب المستوى مع القوة الصاعدة.
صراع ساخن ومفاجآت في الأفق
وكالعادة مع قص شريط المونديال تبرز أسماء منتخبات بحجم فرنسا، حامل اللقب، والبرازيل، صاحب السيادة على البطولة بـ5 ألقاب، إلى جانب الأرجنتين المتعطشة إلى استعادة المجد المفقود بقيادة ليونيل ميسي، وكذلك الحال مع برتغال كريستيانو رونالدو، إلى جانب ألمانيا إسبانيا وهولندا وإنجلترا لحسم اللقب.
القادمون من الغرب يدركون أن المهمة لن تكون سهلة في ظل توهج المنتخبات الأفريقية تحديدًا، والتي تمتلك كتيبة من النجوم المتألقة في ساحات القارة العجوز، على رأسها السنغال والمغرب ومن ورائهم الكاميرون وغانا وتونس، كذلك الحال مع قطر صاحبة الضيافة التي تحضرت بشكل لافت لمشاركة استثنائية، مع طموحات آسيوية بتكرار إنجاز 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
البرازيل على رأس المرشحين وميسي يحلم بالمجد
وتأتي البرازيل على رأس المرشحين لحصد اللقب فى ظل الكوكبة الرائعة من النجوم والتى لم تتوفر منذ عقدين، تحت إمرة تيتي، لينعش طموح السيليساو فى تعزيز الرقم القياسى ورفع غلة الألقاب إلى الرقم 6، فيما يفتش الأرجنتين عن التاريخ باستعادة الكأس الغالية الغائبة منذ 36 عامًا، وتحقيق ثنائية تاريخيه بعد القبض على كوبا أمريكا، ومواصلة السجل الرائع فى عدد المباريات المتتالية دون هزيمة والتى وصلت إلى 36 مباراة متتالية دون خسارة واحدة.
وبطموحات مغايرة ودوافع مختلفة يبحث الفرنسيين عن اللقب الثاني تواليًا، في ظل توافر العديد من القطع المؤثرة والمؤثرة جدًا على رقعة المدرب ديدييه ديشامب، بقيادة كريم بنزيما، أفضل لاعب في العالم، وكيليان مبابي، بينما يرغب الإنجليز والسيليستي والطواحين فى إنعاش ذاكرة البطولات والمضي قدمًا نحو منصة التتويج.
رونالدو يبحث عن النهاية السعيدة وشباب إسبانيا في الموعد
وبالطبع لا تصبح منتخبات مثل البرتغال بقيادة الدون كريستيانو رونالدو خارج سباق المنافسة، أو استبعاد إسبانيا مع لويس إنريكي بعيدًا عن المشهد، أو إمكانية تكرار كرواتيا مفاجأة 2018، وكذلك الحال مع الشياطين الحمر رفقة دي بروين، وهو الأمر الذى يفتح الباب على مصراعيه لبطولة هى الأقوى عبر التاريخ وبإسماء هى الألمع فى الساحة العالمية.
ومع دقات الساعة السابعة مساء الأحد 20 نوفمبر، بتوقيت مكة المكرمة، تنطلق البطولة بمباراة تجمع صاحب الأرض والأنصار الفريق القطري فى مواجهة تبدو في المتناول أمام نظيره الإكوادوري، على ملعب البيت في مدينة الخور، ووسط 60 ألف متفرج.
ذاكرة المونديال وإبداع قطر
وإذا كان الفضل يعود إلى الإنجليز فى ابتكار اللعبة التى التف حولها الملايين من بقاع الأرض، وجذبت القلوب وصارت معشوقة الجماهير، فإن الفضل كل الفضل يعود إلى الفرنسيين فى تغليف هذا الابتكار الملهم فى بطولات كبرى نقلتها من المحلية إلى العالمية فكان اقتراح الفرنسى جول ريميه هو من أخرج كأس العالم الى النور بعد كفاح طويل ومخاض عسير، ثم أكمل مسيرته الفرنسى الأخر هنرى دولونى فأتم ما بدأه مواطنه، لتنطلق من أوروجواي وحملت اسمه، لتأخذ قطر الراية وتصنع ملحمة لا تخطأها عين وتنذر بنسخة هي الأكثر إبهارًا.
وانتظمت البطولة منذ عام 1930 كل أربعة أعوام، لتعلن فى كل مرة عن بطل جديد، ورغم إقامة 22 نسخة سابقة للحدث الكبير إلا أن 8 منتخبات فقط هى التى تمكنت من معانقة المجد يتقدمها الفريق البرازيلي باعتباره صاحب المقام الرفيع بـ5 ألقاب، بفارق لقب وحيد أمام الثنائي ألمانيا وفرنسا، فيما حقق الأوروجواي والأرجنتين وفرنسا، لقبين، مقابل لقب وحيد من نصيب إنجلترا في 1966، وإسبانيا 2010.
32 منتخبًا لآخر مرة قبل مونديال أمريكا الشمالية
ويعد «مونديال 2022» آخر البطولات التى تقام بين 32 منتخبًا، حيث تقرر زيادة عدد الفرق المشاركة إلى 48 فريقًا فى النهائيات القادمة والتى ظفر بشرف استضافتها ثالوث أمريكا الشمالية، الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وكانت البطولة الأولى قد شهدت اشتراك 13 منتخبًا فقط، بواقع 7 من أمريكا الجنوبية، و4 من أوروبا، واثنين من أمريكا الشمالية، ليرتفع العدد إلى 16 بعد 4 سنوات في إيطاليا عام 1934، بعدما أغرت النسخة الأولى 32 فريقًا للمشاركة في المحفل الكبير ولو عبر بوابة التصفيات التي أقيمت لأول مرة في التاريخ.
واستمر الحال على نفس المنوال، حتى كان الموعد مع بطولة عام 1982 في إسبانيا، لتخرج من عبائة المنتخبات الـ16 وتزيد الفرق إلى 24 منتخبًا تم تقسيمها إلى 6 مجموعات، وكانت تلك هى المحطة الثانية فى مشوار البطولة، وانتظرت البطولة 16 عامًا، حتى وصل عدد المنتخبات المشاركة إلى 32 منتخبًا تقسم إلى 8 مجموعات وهو الشكل الحالى للبطولة قبل أن يرتفع مجددًا إلى 48 بعد 4 سنوات.
قطر تمنح الشرق الأوسط شرق احتضان المونديال
ويشهد المونديال تنظيمًا هو الأول في الشرق الأوسط بعدما نالت قطر شرف احتضان البطولة من بين أنياب الولايات المتحدة، وهي المرة الثانية في قارة آسيا بعد نسخة 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، والتي توج بها منتخب البرازيل، حيث خطف البلد الخليجي الأضواء على مدار 12 عامًا منذ فاز بالتنظيم بكثير من العمل والإبداع في مقابل كثير من الانتقادات والاتهامات، إلا أن كل ذلك بات من الماضي ولن يبقى سوى التحف المعمارية التي غيرت بها الدوحة شكل المنطقة.
28 يومًا من الإثارة هى ما يترقبه عشاق كرة القدم فى كفة أنحاء المعمورة، فى لحظات من الإبداع والإمتاع وفى حضرت كوكبة من النجوم والأسماء وكرنفال من اللوحات فى المدرجات لا تتكرر إلا كل أربعة أعوام.. فهل يواصل الكبار احتكار الكأس الذهبية، أم تعلن قطر على مولد بطل جديد؟
المصدر: كورة بريك