أخبارثقافة وادب وفنون
«الثقافة» تضفي البهجة على نفوس الأطفال في درب الساعي
أسدل الستار مساء أمس على فعاليات «سوق القرنقعوة» التي أقامتها وزارة الثقافة في درب الساعي بأم صلال، وذلك احتفالاً بليلة القرنقعوه مستهدفة تعزيز الهوية الوطنية وإحياء تراث الأجداد.
وشهدت الفعاليات إقبالاً جماهيرياً لافتاً، وذلك وسط أجواء تراثية وثقافية شاركت فيها الأسر القطرية، وذلك في تقليد تراثي أصيل لتشجيع الأطفال وحثهم على الصيام وغرس حب الشهر الفضيل في نفوسهم، ومكافأتهم على صيام نصف شهر رمضان وتشجيعهم على صيام النصف الباقي حتى نهاية شهر رمضان الفضيل.
وتضمنت «سوق القرنقعوه» مجموعة من الفعاليات المتنوعة التي تدعم أركان التراث القطري، وتهدف إلى المحافظة على الموروث والعادات والتقاليد القطرية الأصيلة، فضلاً عن تعزيز الهوية الوطنية، ومواكبة أجواء الشهر الفضيل.
ومن هذه الفعاليات، سوق القرنقعوه، المسحر، المطوع، الحناية، حزاوي رمضان والتي تقدمها الفنانة هدية سعيد، وفقرات من الألعاب الشعبية التراثية، وعدد من الورش للأطفال، علاوة على مسابقة القرنقعوة التي يقدمها كل من الإعلامية إيمان الكعبي، مدير المركز الإعلامي القطري، والسيد محمد بن ناصر وتضمنت محاور عدة ترتبط بالقرنقعوه، بجانب العادات والتقاليد القطرية الأصيلة.
تعزيز التراث
وشهدت المسابقة تفاعلاً لافتاً من رواد درب الساعي، حيث تجنبت المسابقة النمطية وطرح مقدماها الأسئلة بأسلوب رشيق عزز أصالة التراث القطري بين الأطفال وعائلاتهم، وخاصة في أجواء هذه العادة الرمضانية المحبوبة لدى الأطفال الذين يقومون خلالها بالتنقل من بيت إلى آخر لجمع الحلوى التي يقدمها لهم الجيران. فيما لم تتوقف المسابقة عند الأطفال فحسب، بل إن محاورها شملت جميع أفراد العائلة ما بين الكبار والصغار، ما جعلها ذات طبيعة عائلية خالصة، أضفت أجواء من البهجة والسرور على الجمهور.
وتنوعت محاور المسابقة لتشمل كل ما يتعلق بالقرنقعوه، سواء من حيث الملابس التراثية، وكيفية استقبال ليلة القرنقعوة، علاوة على رصد العادات والتقاليد المجتمعية المتبعة خلال الاحتفال بهذه الليلة، علاوة على مظاهر الشهر الفضيل، بما يحقق الفائدة للجميع، عبر طرح تفاعل مع الجمهور.
ملابس تراثية
وشهدت منطقة محلات الملابس والأزياء الشعبية في سوق القرنقعوه إقبالا كبيرا من المواطنين والمقيمين الراغبين في شراء ملابس شعبية لأبنائهم لارتدائها والاحتفال بها في ليلة القرنقعوه، وحرصت هذه المحلات على تقديم تشكيلة كبيرة ومميزة من الملابس الشعبية للصغار والكبار بأوانها ورسوماتها المعروفة والجذابة وأسعارها المناسبة للجميع، ولوحظ اهتمام كبير من زوار درب الساعي لشراء الملابس التراثية لأبنائهم. فيما وفرت وزارة الثقافة لهذا المحلات الملابس الشعبية الأماكن المناسبة في منطقة السوق القديم بدرب الساعي حتى يتناسب مع طبيعة معروضاتهم، وثمن أصحاب تلك المحلات التسهيلات التي قدمتها لهم الوزارة والتي تعود بالنفع على الراغبين في الشراء، حيث توافرت فيها جميع الأزياء الخاصة بليلة القرنقعوه، حيث شكلت هذه الملابس صورة مبهجة في ليلة القرنقعوة، في ظل حرص الأسر على ارتداء أبنائهم سواء أكانوا ذكورا أو اناثا تلك الملابس للاحتفال بها والتقاط الصور التذكارية في هذه الليلة.
موروث شعبي
كما أضفت الألعاب الشعبية أجواء من المرح في تلك الليلة، حيث استقطبت أعدادا كبيرة من الأطفال، ومنها لعبة «بر وبحر» التي شارك فيها يوميا عدد كبير من الأطفال من الجنسين وأقيمت على البحيرة بجوار السوق القديم، لتعيد الأطفال إلى الماضي، وما تتميز به من حركة ونشاط بدني، وحرصت العائلات على اشراك أبنائهم في تلك اللعبة إلى جانب باقي الألعاب الشعبية التي يمارسها الأطفال على الرمال من أجل الحفاظ على هذا الموروث، ما جعل منطقة الألعاب الشعبية متنفسا للأطفال، وسط أجواء رمضانية مميزة.
يذكر أن سوق القرنقعوه في درب الساعي بأم صلال ضم 80 محلاً عرضت مجموعة منوعة من مستلزمات القرنقعوه والمأكولات وتشكيلة من البضائع، ويحاكي سوق القرنقعوه أجواء «الفريج» وهو الحي القطري القديم بتصاميمه المميزة التي تتماشى مع هذه المناسبة التراثية المميزة.
المصدر : الشرق