أخبارثقافة وادب وفنون

غدا.. مؤسسة جائزة المدن العربية تحتفل بيوم المدينة العربية

تحتفل مؤسسة جائزة المدن العربية غدا /الجمعة/، بيوم المدينة العربية الذي يوافق 15 مارس من كل عام، ويقام هذا العام تحت شعار: “التحول الرقمي للمدن الذكية”، وبالتزامن بين المؤسسات التابعة لمنظمة المدن العربية والدول العربية.

وبهذه المناسبة، أكد السيد منصور بن عجران البوعينين مدير عام بلدية الدوحة ورئيس مؤسسة جائزة المدن العربية أن الاحتفال بيوم المدينة العربية يتزامن مع الذكرى السنوية لتأسيس منظمة المدن العربية في عام 1967، ويقام هذا العام تحت شعار : “التحول الرقمي للمدن الذكية”، معربا عن تطلع مؤسسة جائزة المدن العربية إلى تعزيز التحول الرقمي وتطويره نحو مدن ذكية تلبي احتياجات سكانها وزوارها بكفاءة وابتكار.

وشدد على أهمية استخدام التكنولوجيا والابتكار في تحسين جودة الحياة في المدن العربية، سواء من خلال تحسين الخدمات العامة، أو تعزيز التواصل بين الأفراد والجهات الحكومية.. مشيرا إلى أن هذه المناسبة تتزامن مع حصول مدينة الدوحة على المركز الأول لجائزة التميز للتحول الإلكتروني والذكي، ضمن نتائج الدورة الـ14 لجائزة منظمة المدن العربية.

وحث رئيس مؤسسة الجائزة جميع المدن العربية على المشاركة في جوائز المنظمة والتي طرحت مؤخرا في دورتها الـ15، والتي تشمل: الجوائز المعمارية (جائزة المشروع المعماري، وجائزة إحياء التراث المعماري، وجائزة المهندس المعماري)، وجوائز صحة وسلامة البيئة بفرعيها (جائزة صحة وسلامة البيئة، وجائزة المدينة العربية الخضراء)، مؤكدا أن مشاركة المدن العربية بهذه الجوائز، سيكون لها أثر كبير في تبادل الخبرات فيما بينها، بما يسهم في نهضة ورقي مدننا العربية.

من جانبه، سلط سعادة المهندس عبدالرحمن هشام العصفور الأمين العام لمنظمة المدن العربية، الضوء على أهمية المدن الذكية، قائلا إنها تعتبر، إلى جانب الحوكمة الحضرية، عنصرا أساسيا في تطوير المدن وتحسين جودة حياة سكانها، حيث تقوم المدن الذكية على استخدام التكنولوجيا والبيانات بشكل متقدم لتحسين الخدمات والبنية التحتية وتعزيز التفاعل بين السكان والحكومة، مبينا أن الحوكمة الحضرية تلعب دورا حيويا في هذا السياق، حيث تضمن أن تكون عمليات إدارة المدينة فعالة وشفافة وتقوم الحوكمة الجيدة بضمان توزيع الخدمات والفرص بشكل عادل، وتشجيع المشاركة المجتمعية في صنع القرارات، وتحقيق التنمية المستدامة، وتعتمد العلاقة بين المدن الذكية والحوكمة الحضرية على تبادل البيانات والمعلومات بين مختلف الأجهزة الحكومية والشركات والمواطنين. وهذا يسمح بتحليل أفضل لاحتياجات المدينة ومشاكلها والتفاعل السريع معها.

وأوضح أن الحلول الرقمية الذكية يمكن أن تكون قناة هامة للإدماج الحضري، إذ يمكنها مثلا، من خلال تطبيقات الهاتف المحمول والخدمات عبر الإنترنت أن تتيح لجميع المواطنين الوصول إلى بيانات المدينة المسموح استخدامها والتي تم جمعها من مصادر مختلفة مع مراعاة خصوصية البيانات وحساسيتها، فهي بالتالي تيسر الحوكمة الرشيدة وتعزز مشاركة المواطنين وتزيد كفاءة الخدمات العامة، مما يحسن منعة المدينة واستدامتها.

كما نوه المهندس عبدالرحمن العصفور إلى أن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون حاليا في المدن، وبحلول 2050 سيعيش حوالي سبعة من كل عشرة أشخاص في المدن، حيث تمثل المدن أكثر من 70 في المئة من انبعاثات الكربون في العالم، و60 إلى 80 في المئة من استهلاك الطاقة، وقد أدى التحضر السريع إلى تحديات إضافية مثل الفوارق الاجتماعية، وازدحام المرور، وتلوث المياه، ونقص الغذاء وارتفاع أسعار الطاقة ونقص سلاسل التوريد والتغير المناخي، وما يرتبط بها من قضايا صحية، مشددا على ضرورة التحرك سريعا إلى التحول الرقمي، والذي لم يعد خيارا بل أصبح حاجة ملحـة لا سيما بعد جائحة كورونا التي أثبتت أن التكنولوجيا واستخداماتها كانت السبيل الوحيد لاستمرارية الأعمال وضمان استمرارية القطاعات المختلفة وتوفير الخدمات للمواطنيـن، إضافة إلى مواكبة التطورات والتغيرات والاستفادة من التجارب تحديدا في قطاعي الصحة والتعليم، وتكاتف الجهود لتعزيز التنمية الرقمية.

ونبه إلى أن التحول الرقمي ازدادت أهميته بشكل أكبر عما سبق، وكإحدى الاستجابات الممكنة لتحديات المرونة والاستدامة الأمر الذي يعزز من قناعتنا بأننا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى التحول الرقمي بهدف تحسين جودة الحياة في العديد من المجالات، وبناء مدن صديقة للمجتمع مرنة ومستدامة وذكية، معربا عن اعتقاده بأن المنظمة وممثليها يدركون أهمية الإدارات المحلية ودورها في بناء المدن الذكية بعد أن أصبح عملها أكثر شمولية، وفي ظل التحديات المتصاعدة والمتغيرات المتسارعة التي تشهدها المدن، وما يلزم ذلك من ضرورة العمل الجماعي وتعبئة كافة الطاقات والإمكانيات لمواجهة تداعياتها وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة لتحقيق رؤيتنا بمدن المستقبل.

وبين أن منظمة المدن العربية أولت اهتماما بالغا للتحول الرقمي والمدن الذكية من خلال ذراعها التقني “المنتدى العربي للمدن الذكية” الذي يعمل على نشر التوعية وبناء القدرات في المجالات المختلفة للتحول الرقمي والمدن الذكية، والتي تستهدف تحديدا موظفي البلديات العربية الأعضاء في منظمة المدن العربية، كما يتم تقديم خدمات الاستشارات الفنية في مجال التحول الرقمي وتصميم المواقع الإلكترونية للبلديات العربية، ويتم الآن تطوير مؤشرات لتصنيف الدول العربية في مجال التحول الرقمي وتطوير المدن الذكية بالشراكة مع الخبراء من جميع أنحاء الوطن العربي.

وفي ختام كلمته بهذه المناسبة أكد العصفور أن التحول الرقمي للمدن الذكية يتطلب تضافر الجهود والعمل الجاد في إعطاء أولوية للمبادرات الخاصة بالتحول الرقمي وتبني نهج قائم على تطوير الأدوات والبيانات وآليات العمل التي تدعم عمل الإدارات المحلية في توفير بيئة رقمية تسهم في توفير بيئة مستدامة تحقق لمدننا العربية أن تكون مدنا أكثر ذكاء وشاملة ومستدامة.

المصدر : الشرق

إغلاق