أخبارثقافة وادب وفنون

تشكيليون ومصورون: شعائر شهر رمضان وأجواؤه نبع ملهم للفنون البصرية

تشكل أجواء شهر رمضان الكريم، مصدراً من مصادر الإلهام للمبدعين القطريين من الفنانين التشكيليين والمصورين وذلك لامتزاج الأبعاد الروحية والموروث الاجتماعي في علاقة الناس بدينهم ودنياهم.

ويحتفي المبدعون القطريون في أعمالهم الفنية بجماليات التراث والهوية الثقافية بأبعادها المختلفة، ويستوحون منها أفكارهم وتجاربهم، وقدموها في صيغ فنية مختلفة وبأساليب متنوعة في فنون التصوير والنحت، والتركيب، والتكوين، والجرافيك.

وبهذه المناسبة أبرز مصورون وفنانون تشكيليون في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ الأبعاد الملهمة لشعائر رمضان وأجوائه في تجاربهم الفنية.

وأكد الفنان التشكيلي حسن الملا، أحد رواد الإبداع التشكيلي والفنون البصرية، في تصريح لـ/قنا/ أن البيئة والطبيعة والعمارة التقليدية والمكان بفرجانه وأسواقه، شكلت مصدرا دائما لرؤاه الفنية، وأن الموروث الثقافي والاجتماعي من حكايات وأسلوب حياة في الماضي وتقاليد وعادات، زودته برصيد زاخر من الرؤى والمشاريع جسدها في لوحاته، وميزت أعماله الفنية وشخصيته كرسام.

وأوضح الملا، أن أجواء شهر رمضان الفضيل، شكلت ذاكرته منذ الطفولة، بتفاصيلها الروحية وشعائرها وأبعادها الاجتماعية، فأبرزها في أعماله، وجسد في لوحاته مشاهد كثيرة بعضها مستعاد من ذاكرة الطفولة، ومنها استعداد البيوت القطرية لاستقبال الشهر بإعداد الأطعمة الخاصة به ومنها /الهريس/، مشيرا إلى أن لوحته التي تصور سيدة قطرية وهي تحمل “ماعون الهريس للجيران”، تمثل استلهاما لهذه الأجواء، كما أنها تعكس ملامح /الفريج/ بعمارته التقليدية المتميزة وطرقاته.

 

كما استوحى مشاهد منها /الغبقة/ التي تقام بعد صلاة العشاء وقبل صلاة الفجر ويجتمع فيها الأهل والأصدقاء والأقارب والمعارف.

وأضاف الفنان حسن الملا، أن لوحاته وأعماله الفنية تزخر بمشاهد مستمدة من أجواء الشهر الفضيل، ومنها مناسك الطواف في العمرة، وصلوات القيام، مما يشكل رصيدا روحيا وثقافيا للفنان، ويؤسس ذاكرته ومخيلته، وأن تجربته الفنية تمثل احتفاء جماليا بهذا الموروث وتلك التقاليد والأجواء الروحية والاجتماعية.

 

من جانبه، أوضح الفنان التشكيلي حسن بوجسوم في تصريح مماثل لـ/قنا/ أن أجواء شهر رمضان الفضيل، والمناسك والشعائر المرتبطة بالصوم، تمنح الفنان زادا روحيا وتحفزه لتوثيق هذه اللحظات في أعماله، وأن المظاهر الاجتماعية المرتبطة بهذا الشهر تجسد لحظات أصيلة من عادات وتقاليد المجتمع، في التواصل والعطاء والرحمة والبر بالأهل، وقال إن تجربته الفنية كلها مستلهمة من المجتمع ومن معاني التآلف والتزاور والعطاء وصلة الأرحام وبر الوالدين، وهذه المعاني تتجلى في الشهر الكريم، حيث يتنافس الجميع لفعل الخير وأداء الواجبات الدينية والاجتماعية بأحسن وجه.

 

وأكد بوجسوم أن الحرص على التميز يمثل الطابع العام لسلوك الناس في رمضان، فالكل يجتهد في العبادة وفي العمل، والجميع يحرصون على تقديم أفضل ما عندهم في شهر التميز، لذلك يحرص الفنانون التشكيليون على إبراز رؤاهم حول أجواء الشهر الفضيل بأفضل الطرق والأساليب، مؤكدا أن أعماله المستوحاة من شهر رمضان الفضيل تحتفي بالهوية وبالمجتمع والتقاليد والعادات والموروث الثقافي المتميز.

وبدوره، أكد السيد جاسم المهندي، المصور الحائز على جوائز محلية وعربية ودولية في مجال التصوير الفوتوغرافي أن الفنون البصرية عموما وفنون التصوير على وجه الخصوص، أسهمت بشكل مبدع في توثيق عناصر الهوية الوطنية والتراث الثقافي والنهضة القطرية المعاصرة بأبعادها المختلفة، بالإضافة إلى مظاهر الحياة اليومية، والمناسبات الدينية والأعياد، ومنها المناسك والشعائر الدينية في شهر رمضان الكريم والأجواء والمظاهر الاجتماعية المرتبطة به.

 

وأوضح في تصريح لـ/قنا/ أن أجواء الشهر الفضيل، تلهم المبدعين وتحفزهم على ابتكار أعمال متميزة مستوحاة من هذه الأجواء، فشهر رمضان هو موسم للطاعات والعبادة، وهو أيضا مناسبة لتعزيز صلة الأرحام والبر بالأهل والمجتمع والفرح بأداء الواجبات الدينية والاجتماعية معا، لذلك هو موسم متكامل روحيا ونفسيا واجتماعيا، ويمثل نبع إلهام للفكر والإبداع.

 

وشدد المهندي على أن أهم مظاهر التجربة والنهضة القطرية المعاصرة تكمن في التوازن بين الأصالة والمعاصرة، وبين التراث والحداثة، وبين التمسك بالأصول والعادات والتقاليد والانفتاح على العصر، ولذلك تزخر قطر بالمعالم الملهمة للفنون وقد قدمنا كمصورين أعمالا فنية حظيت باهتمام واسع، وثقنا فيها مساجد قطر بعمارتها المتميزة وجمالياتها الموروثة والمعاصرة، حيث تكون عامرة دائما بالمصلين في صلوات القيام، وتلاوة القرآن. كما وثقنا المظاهر الاجتماعية المرتبطة بالشهر الفضيل، ومنها استعدادات المجتمع لاستقباله، وخصوصية ثقافة الطعام في هذا الشهر، حيث يتناول الناس أطعمة تعد خصوصا لهذا الشهر، إلى جانب مشاهد البذل والعطاء والتواصل بين أفراد المجتمع.

 

وأضاف السيد جاسم المهندي: ويمتد إلهام أجواء رمضان للمصورين.. حيث وثقنا أيضا الاستعدادات لمرحلة ما بعد الشهر الكريم من مشاعر دينية وتجهيزات متعلقة بمظاهر العيد وملابسه وأجوائه، لافتا إلى أن المصور الفوتوغرافي بتوثيقه لهذه المناسك والأجواء المرتبطة بها، يستوحي القيم والتقاليد والجماليات، ويعزز تواصل الخبرات مع أجيال المستقبل.

من جانبه، قال المصور عبدالله حمدان المناعي في تصريح مماثل لـ/قنا/ إن المظاهر الإيمانية التي تعمر أجواء رمضان، بالصلاة وقراءة القرآن وإقبال الجميع على فعل الخيرات، تحفز المصور لتوثيق هذه اللحظات الروحية.

 

وأشار إلى أن المصورين القطريين بذلوا جهودا مقدرة للتعبير عن تفاعلهم مع هذه الأجواء، ووثقوا بعدساتهم استعداد المجتمع لاستقبال الشهر الكريم، إلى جانب العادات والتقاليد مثل مدفع رمضان، وثقافة الطعام المتميزة.

ولفت المناعي إلى اهتمامه بتصوير تفاعل الأطفال وعائلاتهم مع ليلة القرنقعوه التراثية، ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، وهي من التراث والعادات والتقاليد القطرية والخليجية، حيث يحتفل المجتمع ويتواصل أطفاله ويحظون بلحظات عامرة بالبهجة والفرح والعطاء.

المصدر : الشرق

إغلاق