أخبارالدوحة

خبراء: 8 حلول ناجعة لتشجيع المواطنين على الالتحاق بمهنة التعليم

طرح خبراء تربويون، 8 حلول ناجعة، لتشجيع الخريجين من المواطنين على الالتحاق بمهنة التدريس بالمدارس الحكومية، وبالأخص فئة الذكور، مشيرين إلى أن نسبة المواطنين الذكور الذين يمتهنون التدريس لا تتعدى 13% فقط، في حين أنه يجب أن تصل هذه النسبة إلى أكثر من 50% على أقل تقدير.

وشددوا على ضرورة ربط مخرجات كليات الشريعة والتربية والآداب والعلوم استراتيجيا بمتطلبات وزارة التعليم، وتخفيف الأعباء الإدارية على المعلم، ووضع خطة استراتيجية للتعليم مابين ١٢-١٦ سنة، واستيعاب الكثير من الموظفين وتغطية مخرجات الجامعات، وإظهار التقدير والاحترام للمعلم، وتقديم فرص تدريب وتطوير له، مع المطالبة بإشراكهم في صنع القرار في وزارة التربية والتعليم. وإنشاء لجان استشارية تضم خبراء في التعليم والمدارس والإدارة المدرسية، مع تحسين العلاقة بين القيادة المدرسية والمعلم.

وكشف الدكتور درع بن معجب الدوسري- رئيس الاتحاد الدولي للتدريب والتطوير- عن مجموعة من القضايا والتحديات التي تواجه قطاع التعليم في قطر، وأثار تحليله للوضع جدلاً واسعاً في البلاد.

 

وأكد الدكتور الدوسري أن التعليم ليس مجرد مهنة بل هو رسالة، مشيراً إلى أهمية تأكيد القرآن الكريم على هذه الرسالة في العديد من الآيات. ومع ذلك، أشار إلى أن هناك عوامل عدة تؤدي إلى عزوف القطريين عن مهنة التدريس، معتبراً أن وزارة التربية والتعليم، والشاب القطري، والمجتمع جميعهم لا يحملون المسؤولية كاملة، وأن النظام التعليمي بحاجة إلى إصلاح شامل.

 

وأشار الدكتور الدوسري إلى أن المعلم في الوقت الحالي يكلف بمهام بعيدة عن الصف الدراسي، مما يبعده عن أداء دوره الأساسي في الفصل الدراسي، وهو ما يؤدي إلى غياب الرغبة لدى المواطنين في اختيار هذه المهنة. وأضاف أن كلية التربية لم تعد تخرج المعلمين الأكفاء، وأن الخريجين يصطدمون بالبيئة المختلفة عما تعلموه في الجامعة.

وعلى صعيد شخصي، قدم الدكتور الدوسري تجربته الخاصة حيث واجه رفضاً بسبب عدم تخرجه من إحدى الجامعات الأجنبية عندما حاول التحول إلى مهنة التدريس، وهو ما يؤكد على عدم الترابط بين استراتيجية التعليم والمنظومة التعليمية.

 

وختم الدكتور الدوسري تصريحاته بدعوته إلى تخفيف الأعباء عن المعلم، وإظهار التقدير والاحترام له، وتقديم فرص تدريب وتطوير للمعلمين، مع المطالبة بإشراكهم في صنع القرار في وزارة التربية والتعليم. واقترح أيضاً إنشاء لجان استشارية تضم خبراء في التعليم والمدارس والإدارة المدرسية، وأكد على أن العلاقة بين القيادة المدرسية والمعلم يجب أن تكون علاقة إنسانية أولاً.

 

بدورها أشارت الأستاذة حصة المرواني إلى أن عزوف الشباب عن مهنة التدريس يرجع جزئياً إلى الأعباء الإدارية والورقية الكثيرة الملقاة على عاتق المعلمين. وقد قدمت تحليلاً نفسياً مثيراً حيث أوضحت أن «مخ الرجل يستطيع أن يفتح ملف واحد فقط»، مما يعني أن الذكورية تلقي بظلالها على اختيار المهنة، مما ينعكس على نسبة المدرسين من الذكور.

وبخصوص التعليم، أكدت المرواني أنها نظام متكامل ومترابط، لكنها رأت أن وزارة التعليم في بعض الأحيان تعمل بشكل منفصل عن التعليم العالي ومخرجاته.

 

وأشارت إلى أن مواد التربية العملية في كليات التربية بسيطة للغاية، مما يجعل الخريجين غير مؤهلين للعمل في المدارس مباشرة.

وعلى صعيد القيادات المدرسية، أكدت المرواني أنها يجب أن تكون قادرة على التعامل بشكل عادل وإنساني مع موظفيها، وعدم ممارسة السلطة بشكل مجحف، حيث إن هذا التصرف يؤدي في النهاية إلى تسرب كبير من المعلمين.

في حلقة مثيرة لبرنامج الغبقة على تلفزيون قطر، كشف مبارك الخيارين، الباحث في الشأن الاقتصادي، عن مجموعة من التحليلات والتوجيهات الاستراتيجية بشأن قطاع التعليم في البلاد، ما أثار حالة من الجدل والتأمل.

 

وألقى الخيارين الضوء على التنسيق والتواصل بين مخرجات الكليات الثلاث الرئيسية في قطر – كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وكلية التربية، وكلية الآداب والعلوم – ومتطلبات وزارة التعليم، مؤكداً على أهمية التوافق بين الاستراتيجيات والممارسات لضمان نجاح تنفيذ السياسات التعليمية.

وفيما يتعلق بالاستراتيجية التعليمية، أوضح الخيارين أن عدم توافقها مع الممارسة الفعلية يؤدي إلى استنزاف الموارد والجهود بشكل غير فعال.

وأشار الخيارين إلى أن وزارة التعليم بحاجة إلى خطة استراتيجية تغطي مدة تتراوح بين 12 إلى 16 سنة، عكس الوزارات الأخرى التي تتباين خططها بين ٣-٥ سنوات، نظراً لطبيعة تعاملها مع جيل جديد يستمر في رحلته التعليمية لمدة طويلة، مما يتطلب تخطيطاً استراتيجياً مدروساً.

 

وفيما يتعلق بالموارد البشرية، أكد الخيارين أن قطاع التعليم يجب أن يُعتبر من القطاعات الرئيسية للتوظيف، خاصةً مع وجود عجز في عدد المعلمين المواطنين. لافتاً إلى أن نسبة المعلمين المواطنين ١٣٪ وهذه نسبة غير مقبولة حيث ان من المفترض تكون على الأقل ٥٠٪ باتجاه إلى ٨٠٪. والعزوف الحقيقي يكمن في الشباب وليس البنات ولذلك لتوفر الفرص البديلة.

وتحدث الخيارين أيضاً عن مستوى الرواتب للمعلمين في قطر، حيث أشار إلى أن الدولة تعتبر من الدول الرائدة في توفير رواتب مغرية، مما يعكس التزامها بجعل التعليم مهنة محترمة ومجزية. مشيراً إلى أن دولة قطر وألمانيا ولوكسمبورغ تعتبران من اكثر الدول رواتب للمعلمين في العالم بمعدل ٢٣-٢٥ الف ريال للجامعي المستجد. موضحاً أن وزارة التعليم من أهم الوزارات (اقتصاديا) حيث لديها القدرة على استيعاب الكثير من الموظفين وتغطية مخرجات الجامعات.

المصدر : الشرق

إغلاق